لمحة عن التأسيس

الأحد, 04 فبراير 2018 11:06

بدأ تأسيس حزب بناء السودان بناء على مبادرة قدمتها حكومة الظل السودانية في الرابع من فبراير 2018 لجموع السودانيات والسودانيين. حكومة الظل السودانية، مبادرة بدأ طرحها في 2011 عبر عدد من الصحف والمشاورات وصفحات التواصل الاجتماعي وفي سبتمبر 2012 عقد مؤتمر صحفي في الخرطوم للدعوة لقيام حكومة ظل سودانية كوسيلة جديدة للمعارضة ولتطوير الممارسة السياسية في السودان كما صاحب ذلك عدد من الندوات وحلقات النقاش والحوار الفكري والسجال حول الفكرة.

 

في الرابع والعشرين من ديسمبر 2013 أعلن عن أول تشكيل وزاري لحكومة ظل سودانية في مؤتمر صحفي في الخرطوم (في طيبة برس التي يدير برامجها الأستاذ الصحفي القدير فيصل محمد صالح) شهد تغطية صحفية محلية وعالمية جيدة، حيث أعلن عن تشكيل أول حكومة ظل سودانية.

 

سعت حكومة الظل السودانية إلى تغيير شكل ومضمون الخطاب والممارسة السياسية في السودان باستبدال الجدل السياسي النظري القائم على الأيدولوجيات بمنافسة سياسية قائمة على البرامج التي تخاطب حاجات وتطلعات المواطن السوداني وذلك بطرح الخطط العملية التفصيلية للفصائل السياسية المختلفة لإدارة الدولة حتى يتم نقل الاختلاف بين الفرقاء السياسيين ليصبح خلافا موضوعيا على برامج تنفيذية وسياسات واضحة يسهل على المواطن المقارنة بينها والتفاعل معها واختيار البرنامج الأقرب لتحقيق مصالحه بدلا عن الغرق في صراعات أيديولوجية.

 

رأت حكومة الظل السودانية أن الساسة في السودان ركزوا على حل إشكال نظام الحكم في السودان، حيث أن هناك أطروحات ممتازة قدمتها القوى السياسية منذ مؤتمر القضايا المصيرية في اسمرا مطلع التسعينات وفي مختلف الاتفاقيات والتحالفات بشتى اسمائها واماكنها، على سبيل المثال: دولة تعددية تحتكم للديمقراطية، دولة محايدة تجاه الأديان، دولة تعترف وتعتز بالتنوع الاثني والثقافي والديني، سيادة حكم القانون، فصل السلطات التشريعية، التنفيذية والقضائية. الخطوة التالية كان يجب أن تكون طرح حلول إدارة الدولة لأن الاكتفاء بتعاطي حلول (نظام الحكم) يشير إلى أن الهدف هو فقط الوصول للحكم كغاية. بينما طرح حلول إدارة الدولة يشير إلى أن مصلحة المواطن هي الغاية. سعت حكومة الظل السودانية إلى أن تضع نماذج حلول لإشكالات إدارة الدولة لترسل رسالة إلى القوى السياسية (مقدمو الخدمة) تفيد أن هذا هو شكل ومستوى الخدمة التي يجب أن تقدموها، وللفت انتباه المواطن (متلقي الخدمة) من طرف آخر ليكون هذا هو شكل الخدمة التي يجب أن يتوقعه. الخدمة هنا هي الخطاب السياسي المبني على خطط إدارة الدولة.

 

وقد قدمت حكومة الظل السودانية العديد من النماذج في شكل برامج تفصيلية تشبه دراسات الجدوى (يمكنكم الإطلاع عليها من هنا) في قطاعات إدارة الصحة، السلام وإيقاف الحرب، الشباب، الرعاية الاجتماعية الاقتصاد، الاستثمار كما أنها قدمت موازنة بديلة لموازنة حكومة السودان الرسمية، تميزت باحترافية عالية.

 

نظرا لأن طبيعة وبنية معظم الأحزاب السياسية في السودان عاجزة عن استيعاب ضرورة رسم وطرح البرامج التفصيلية التي تهتم بإدارة الدولة، لم تتمكن حكومة الظل السودانية خلال 5 سنوات من دفع الحراك السياسي نحو طرح البرامج التفصيلية لإدارة الدولة رغم الاختراق الكبير الذي حدث في شكل الخطاب السياسي السوداني بشكل عام وتطوره لأسباب عديدة، لا شك لدينا أن أحدها هو الضغوطات التي مارستها حكومة الظل السودانية على الحركة السياسية.

 

في الرابع من فبراير 2018 قررت حكومة الظل السودانية الدعوة لإنشاء حزب سياسي جديد يتبنى رؤيتها القائلة بضرورة رسم سياسات تفصيلية لإدارة الدولة. وقد رأت حكومة الظل السودانية أن الحزب المزمع تأسيسه يجب ألا يحمل أي صبغة أيدلوجية. Transpartisan هو مصطلح (لا يوجد له تعريب رسمي) ، مصطلح جديد نسبيا في علم السياسة يشير إلى أن الحزب أو المدرسة السياسية تسعى لتقديم الحلول الشاملة التي تتخطى وتشمل جميع المواقف (الأيدلوجية) عبر طيف من البرامج التي تحقق مصلحة الجميع أو الأغلبية بغض النظر عن الأيدلوجية. أقرب ترجمة للمصطلح هي (عابر للأيدولوجيات) حيث أن المنظومات (ترانس-بارتيسان) أو العابرة للأيدولوجيات تتجاوز الثنائيات السياسية النموذجية (اليمين واليسار، أو الرأسمالية والاشتراكية)، من الناحية العملية، تنبثق الحلول عبر نوع جديد من الحوار العام الذي يتخطى الاستقطاب من خلال تطبيق أساليب مثبتة لتسهيل الحوار والمداولات وحل النزاعات.

 

وقع الحزب على إعلان الحرية والتغيير في يناير 2019 إبان ثورة ديسمبر المجيدة، وشارك أعضاء الحزب في ثورة ديسمبر بكثافة أسوة ببقية القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير (للإطلاع على إعلان الحرية والتغيير اضعط هنا). وظل داعما للحكومة الإنتقالية ورافدا لها بالخطط والمشاريع والآراء.