حزب بناء السودان
حكومة الظل
وزارة الخارجية والتعاون الدولي
منذ الحادي عشر من أبريل عام ألفين و تسعة عشر يمر السودان بأشد فترات تاريخه الحديث احتقاناً، فبعد خلع الدكتاتور عمر البشير والذي بدوره لعب دورا كبيرا في ترك فوضى عارمة هزت كل أركان الوطن نتيجة لسياساته الشخصية و سياسات حزب المؤتمر الوطني الخاطئة داخلياً وخارجياً و التي تسببت في هذا الحراك الجماهيري غير المسبوق إنتفضت جماهير شعبنا الأبي مطالبةً بحقوقها و بقيام دولة مدنية منفتحةٍ على العالم ولكن استتبع الإنقلاب إنقلاباً آخر متمثلا في المجلس العسكري الإنتقالي برئاسة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان وبدعم كامل من قوات الدعم السريع والتي يرأسها محمد حمدان دقلو واللذان لعبا دوراً كبيراً في تأجيج الوضع المتردي وحالا دون التوافق مع قوى الحرية والتغيير والتي تمثل الأغلبية الساحقة من جماهير الشعب السوداني والمطالبة بمدنية الدولة و إقامة حكومة انتقالية مدنيةٍ تمهيداً لسوادن ديمقراطي جديد. وبينما ترتفع أصوات المناضلين مطالبين بتغييرهم المنشود يتواصل الدعم الخارجي للمجلس العسكري الانتقالي و معه تتواصل زيارات البعثات الدبلوماسية من و إلى السودان.
لقد كان السودان حليفاً وداعماً رئيسياً لدول الجوار و الإقليم كما كانت هذه الدول داعمةً للسودان و المواطن السوداني في عدد من أزماته ومحنه وعليه فإن دعم الشعب السوداني لنيل دولته المدنية ودوامها هو ما سيدفع بإستقرار السودان و بالمنفعة المباشرة على مستقبل الحكم الديمقراطي في السودان و إستدامته بما سينعكس على شعبنا الكريم و شعوب المنطقة أجمع.
إن أواصر العلاقات بين الشعب السوداني وأخوته في دول الجوار والإقليم تحتم علينا لفت النظر إلى أن دعم المجلس العسكري الانتقالي والذي بدوره قد عاث في الارض فسادا قتلاً و تنكيلاً والذي يعتبر إمتداداً لنظام الجبهة الإسلامية والذي طالما كان مصدراً مهدداً للأمن القومي والإقليمي لا يصب في مصلحة الشعب السوداني الأبي و أرضه ولا في مصلحة الأمن القومي لدول الجوار والدول المطلة على البحر الأحمر، كما أنه بلا شك يشكل تهديدا للسلم الأقليمي والعالمي.
إننا نسعى في وزارة الخارجية و التعاون الدولي على تأسيس علاقات خارجية متوازنة تراعي امتدادات السودان الإقليمية والثقافية والقائمة على المنفعة المتبادلة، وتدعم تحقيق المصالح المشتركة التي تقوم على مبدأ الحفاظ على الأمن القومي السوداني كمدخل للاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي على حد سواء. وعليه نؤكد أن أي دعم خارجي للمجلس العسكري الإنتقالي أو قوات الدعم السريع سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسام السياسي والمجتمعي مما قد يضع البلاد في فوضى عارمة لا محالة أن آثارها ستمتد لدول الجوار و الدول الداعمة للمجلس العسكري الإنتقالي أيضا.
إن تأسيس وبناء نموذج عصري للعلاقات الدولية والذي بدوره يدعم ويحقق الاستقرار بالسودان يتطلب بأن يقوم المجتمع الإقليمي والدولي بدوره كاملا في ممارسة الضغوط المكثفة على المجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة للشعب والتوافق حول تكوين حكومة مدنية انتقالية في كافة مستويات الحكم من أجل استعادة العلاقات الخارجية المتوازنة التي تراعي وضع السودان في الخارطة السياسية الإقليمية والدولية دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وفي هذا الصدد نرحب بقرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بتعليق عضوية السودان فورا وحتى تتولى إدارة البلاد سلطة مدنية انتقالية. وندعو مجلس الأمن الدولي للقيام بدوره ومسئوليته التاريخية في إدانة المجلس العسكري الانتقالي وإصدار قرار أممي بعدم الإعتراف به والمطالبة بتحقيق شفاف ومحايد بمعاونة دولية في ملف المجازر التي ارتكبها المجلس العسكري وقوات الدعم السريع بحق المواطنات والمواطنين السودانيين بمختلف مدن البلاد.
حكومة ظل حزب بناء السودان - وزارة الخارجية
11 يونيو 2019